أشعر بالذنب حيال نفوري من ابنتي!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 78
  • رقم الاستشارة : 2718
17/09/2025

السلام عليكم دكتورة،

أنا أم وعندي بنت عمرها ١٠ سنين، والله إني حاسّة بالذنب من ناحيتها. البنت ما شاء الله عليها مؤدبة ومطيعة وتسمع الكلمة، بس أنا ما أدري ليش قلبي مو رايح لها مثل إخوانها الصبيان. كل ما تحاول تحضني أو تتقرب مني، أحس إني أنفر وأبتعد، مع إنّي عارفة إنها محتاجة حنان وحب مثل إخوتها. مرات حتى لما أضمّها أحس إني مو صادقة بالمشاعر.

هذا الشي قاعد يخليني أتألم من داخلي، وألوم نفسي إني ما أحبها مثل الباقي. خايفة البنت تحسّ وتنكسر نفسيتها، وخايفة أكبر وأندم إني قصّرت بحقها. شنو أسوي؟

الإجابة 17/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

عزيزتي الأم،

 

أول ما أحب أطمنك عليه إن مشاعرك هذه وإن كانت موجعة لك، فهي مفهومة إنسانيًّا وتحدث أحيانًا بين الأمهات والآباء دون قصد. وجود تفضيل غير واعٍ أو انجذاب عاطفي أكبر تجاه أحد الأبناء أمر وصفه علماء النفس التربوي بـ Differential Treatment أو المعاملة التفاضلية، وهو طبيعي إذا تنبّهنا له وعالجناه قبل أن يترك أثرًا سلبيًا.

 

الحاجة للانتماء

 

ابنتك في سن حرجة (١٠ سنوات)، وهي الآن في بداية مرحلة ما قبل المراهقة، حيث يتعاظم لديها ما يسمى بـ Need for Belonging الحاجة للانتماء، وكذلك Emotional Security الأمان العاطفي.

 

فإن شعرت بنفورك أو برودك العاطفي ستتكون بداخلها قناعة أنها "أقل قيمة" من إخوتها، وهذا خطر تربوي كبير قد يولد الغيرة أو الانسحاب أو حتى سلوكيات تعويضية مستقبلًا.

 

نصائح للتعامل مع ابنتك

 

* ولذلك فإن ما أنصحك به:

 

1- إعادة برمجة المشاعر:

 

اجلسي مع نفسك وذكّريها أن البنت أمانة من الله، قال تعالى: ﴿المال والبنون زينة الحياة الدنيا﴾، فهي ليست مجرد بنت بين إخوة، بل هي روح ستشهد لك أو عليك يوم القيامة.

 

2- ضرورة الممارسة قبل الإحساس:

 

فحتى لو لم يخرج الحب تلقائيًّا، بادري بالفعل.. فالدراسات التربوية تؤكد أن Behavior Precedes Emotion السلوك يسبق الشعور. بمعنى: عانقيها، ابتسمي لها، امدحيها… وستتفاجئين أن قلبك يبدأ بالتجاوب لها بعد فترة.

 

3- عدالة التوزيع العاطفي:

 

الرسول ﷺ أوصانا بالعدل بين الأبناء، فقال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". العدل هنا يشمل الهدية، الكلمة الطيبة، والنظرة والاحتضان.. وليس فقط العدل في الإنفاق والرعاية.

 

4- بناء ذكريات مشتركة مع ابنتك:

 

خصصي وقتًا أنتِ وهي فقط، مثل طبخ بسيط معًا، أو قراءة قصة قبل النوم، أو نزهة قصيرة.. فهذه الأوقات تزرع الارتباط وتكسر الحاجز.

 

5- وكذلك إدارة الذنب بدلا من الاستسلام له:

 

لا تجلدي نفسك. الذنب إشارة جيدة أنكِ منتبهة، لكن حوليه لدافع للتغيير بدلاً من أن يستهلكك شعوريًّا.

 

* وهمسة أخيرة:

 

الحب قد يكون في البداية "قرارًا" ثم يتحول إلى "مشاعر".. وكل مجهود عاطفي تبذلينه معها اليوم سيؤتي ثماره غدًا في نفسيتها وسلوكها وعلاقتها بك.

 

روابط ذات صلة:

بين النفور والحب.. مشاعري تجاه طفلتي متناقضة!!

جفاء الأم مع الكبير وتفضيلها للرضيع.. خطر يهدد الأسرة!!

الرابط المختصر :