طفلي يغار من جنيني.. ما العمل؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 133
  • رقم الاستشارة : 2385
15/08/2025

أنا أم حامل في الشهر السابع، وابني عنده ٣ سنين وشهرين. من أول ما عرفنا إن فيه "بيبي" في بطني، وسلوكه اتغيّر، والكبار في العيلة بيقولوا دي غيرة من الأخ اللي لسه مجاش.

أنا بصراحة شايفة شوية علامات ومش عارفة هل دي طبيعية ولا محتاجة تدخل؟

أول حاجة، ابني كان بطل يتبوّل على نفسه من بدري، بس بقاله فترة بيرجع يعمل "حوادث"، وساعات يطلب ألبّسه بامبرز "زي البيبي".

بقى يتكلم بطريقة طفولية جدًا ويقلّد صوت الرضيع، ويطلب الببرونة مع إنه مفطوم من زمان، ويرجع يمص صباعه لما يزعل.

ولما أتكلم عن البيبي أو حد يلمس بطني، ساعات يضحك ويحضنني جامد، وساعات يتضايق فجأة ويقول: "مش عايز البيبي" أو "طلّعيه بقى".

مرة خبّط على بطني وهو متضايق وقال: (مش بحب البيبي)، وأنا خوّفت يكون مؤذٍ للبيبي من غير قصد.

بقى متعلّق بيا جدًا، يعيط لو دخلت الحمّام وسابته برّه، ويرفض يروّح الحضانة يومين في الأسبوع زي ما كان، ولو باباه قعد يطبطب على بطني يزعل ويشدّ إيده.. نومه اتلخبط يصحى مفزوع بالليل، اتصرف واعامله ازاي؟

الإجابة 15/08/2025

أولًا: أهنئكِ حبيبتي بقدوم مولودكِ القادم، وأسأل الله أن يجعله قرّة عين لكم، وأن يبارك لكِ في ابنك الكبير..

 

ما تصفينه من سلوكيات ابنكِ يُعد طبيعيًّا جدًّا في هذه المرحلة، وهو ما نُسميه في علم النفس بـ استجابة الغيرة الطبيعية Normal Sibling Rivalry Response، حيث يبدأ الطفل في إعادة تقييم مكانته داخل الأسرة، خاصة عند إدراكه قدوم شريك جديد في الاهتمام والرعاية.

 

هذه السلوكيات، مثل العودة لبعض التصرفات الطفولية السابقة (كطلب الحفاض أو الببرونة أو مص الإصبع، والتعلق المفرط بالأم، وحتى التعبير السلبي عن رفض المولود)، هي كلها وسائل الطفل لطلب الطمأنينة وإعادة تأكيد مكانته العاطفية.

 

في الواقع، لا يُمكنكِ منع مشاعر الغيرة تمامًا، فهي جزء من النمو الانفعالي Emotional Development، لكن يمكنكِ توجيهها وتحويلها لارتباط إيجابي.. ولكيفية ذلك لا بد أن تتبعي بعض الإرشادات.

 

ثانيًا: بعض الإرشادات العملية:

 

1- ضرورة التهيئة النفسية المبكرة للطفل الكبير:

 

اجعلي الحديث عن المولود القادم في سياق إيجابي، وشاركيه الصور أو الأسماء، وأخبريه عن دوره الكبير كأخ يحمي ويعلّم.

 

2- لا بد من تعزيز الأمان العاطفي لدى طفلك:

 

كأن تخصصي وقتًا يوميًّا ثابتًا له حتى بعد الولادة، ولو كان قصيرًا، ليشعر أن مكانته لم تتغير.

 

3- أشركيه أيضًا في المسؤولية:

 

أعطيه مهام بسيطة تناسب عمره، مثل إحضار حفاضة أو اختيار ملابس للبيبي، فهذا يزيد من شعوره بالأهمية.

 

4- كذلك عليك بالتحلي بالهدوء عند ذكر أو إدارة السلوكيات السلبية:

 

فحتى إذا ما عبّر عن رفضه للبيبي أو عاد لسلوكيات قديمة، فتعاملِي معه بتفهم واحتواء دون توبيخ، ثم أعطيه البديل المناسب.

 

5- وعند ضبطك لتصرفاته والحدود فيكون هذا برفق:

 

بمعنى أنه إذا قام بتصرف قد يؤذي الجنين، سواء وهو لا يزال في رحمك، أو بعد ولادته، فيجب أن توضحي له أن جسم البيبي ما زال صغيرًا وحساسًا، وعلّميه طرق اللمس الآمن.

 

* همسة أخيرة:

 

حبيبتي، احرصي على الدعاء لأبنائك؛ فقد قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾.

 

احتويهم، وفقي دائما بينهم.. فأنت رمانة ميزان أسرتك.

 

ولا تغضوا البصر عن دور الأب الإيجابي في الحضن والاحتواء.

 

بارك الله لك فيمن أنجبت ومن تحملينه بين أحشائك وكتب الله سلامتكم جميعًا.

الرابط المختصر :